يعمل طلبة كلية الهندسة في طوكيو على تجهيز" روبوت آلي" يحاكي ستة مشاعر أساسية، هي الغضب، الخوف، الحزن، الفرح، الدهشة، والاشمئزاز.
وفيما سبق كان يبدو التفكير في عالم يتعايش فيه البشر والروبوتات كأنه ضرب من الخيال العلمي، ولكنه اليوم في اليابان أكثر من أي بلد آخر، بات واقعا أوشك أن يتحقق، فأصبح شيئا عاديا أن ترى الروبوت في المصانع أو في الحقل يزرع الأرز أو في المطعم يحضر السوشي.
أما بالنسبة لليابان فلا تعد هذه الثورة التقنية رفاهية بل ضرورة لتكميل القوة العاملة إضافة إلى الاعتناء بكبار السن الذين يُكوِنون أكثر من خُمس عدد السكان.ومن المفيد أن الروبوت لن يطالب بزيادة في الأجر أو راتب تقاعدي.
ويقول أيمي أوناجا المدير التنفيذي لشركة أنوفيشن ماتريكس" إن تكلفة الآلات تنخفض في حين ترتفع تكلفة العمالة وقريبا سيستبدل الروبوت العمالة الرخيصة في الشركات الصغيرة مما سيزيد الإنتاجية بشكل كبير".
وبالتأكيد لم يغب هذا عن الحكومة اليابانية، ففي 2007 رسمت وزارة التجارة خريطة طريق تقنية وطنية تحث فيها على نشر مليون روبوت في أنحاء البلد بحلول 2025.وتفترض هذه الخريطة أن روبوتا واحدا يمكن أن يستبدل بعشرة موظفين، أي أن مليون روبوت سيستبدل بعشرة ملايين موظف ، ما يعادل 15 في المائة من القوة العاملة الحالية.
وعادة ما يُصور الروبوت في الثقافة اليابانية الشعبية على أنه معاون ودود بعكس صورته في الخيال العلمي الغربي كآلة متمردة وعنيفة مما يجعل اليابانيين يرحبون بهذه الفكرة.
وقد قام أكثر من مستشفى باستخدام الروبوتات في أعمال بسيطة كإرشاد المرضى داخل المستشفى وطبع الخرائط المساعدة لهم وفحص أوردتهم. وكانت ردود أفعال المرضى إيجابية باستثناء بعض كبار السن، فقد قال أحدهم إنه يفضل التعامل مع البشر.
وتوجد عقبة مالية أيضا، فحتى الآن لم تنتج اليابان روبوتا ناجحا تجاريا بغرض الاستهلاك، ولم ينجح تجاريا غير روبوت صنعته شركة أمريكية وهو عبارة عن روبوت يقوم بالكنس ذاتيا ودون إشراف،و باعت الشركة 2. 5 مليون روبوت منه. ويقوم باحثون في جامعة أوساكا بتطوير روبوت يسهم في فهم تطور الطفل.كما يؤكد هيروشي أشيجورو الباحث في الجامعة نفسها أن الهدف هو إنتاج روبوتات تشبه البشر قدر الإمكان، وقال: "نحن لا نريد أن نتعامل مع آلات أو كومبيترات بل نريد أن نتعامل مع التقنية بطريقة إنسانية". ويضيف هيروشي: "سيعيشون بيننا يوما ما، ثم ستضطر إلى أن تسألني هل أنت إنسان أم روبوت؟".